دائمًا ما نتسائل فيما بيننا عن طرق وأساليب تجعلنا قادرين على التعامل مع أطفالنا وجعلهم يمتثلون لمتطلباتنا دون اللجوء الى الصوت المرتفع او الاضطرار الى استخدام أساليب تهديدية كاستخدام العنف الجسدي على سبيل المثال وذلك بالضرب مثلًا, وبالتالي نتسبب في دخول الكذب كعادة يعتادها الاطفال هروباً من العقاب أو نتسبب في جعلهم أطفال ضعاف الشخصية أو جعلهم أطفالاً وقحين .. أو باستخدام العنف النفسي وذلك من خلال إطلاق بعض الشتائم أو الألفاظ التي تؤثر سلباً على نفسية أطفالنا كأن اقول للطفل مثلاً “انت فاشل ” انت طفل كسول ” ..
لذلك سأقدم لكم بعض النصائح التي قد تساعدكم في تعاملكم مع ابنائكم دون اللجوء الى تلك الأساليب:
أولا الترغيب والترهيب:
يمكنم استخدام أسلوب الترغيب والترهيب كأن تخبرهم من يفعل كذا سوف يحصل على كذا وبالمقابل من لا يفعله سيحدث له كذا لذلك علينا تجنب الأسوء و فعل المطلوب من أجل الأفضل .
ثانياً التحاور:
لماذا لا نلجأ إلى التحاور مع الأطفال فلو أننا استخدمنا هذا الاسلوب أمكننا ذلك من فهم مايفكرون به ومايوجد في خلدهم وبالتالي سنصبح قادرين على التعامل بطريقة ملائمة مع أفكارهم ونحن بذلك قد أعطيناهم العنان لينطلقو وننطلق نحن معهم في ذات الوقت, مع العلم أن هذا الأسلوب يعتبر من أفضل الطرق التربوية على الإطلاق.
ثالثاً القصص:
يمكنك من خلال قص القصص عليهم ان توصل اليهم فكرتك دون بذل مجهود كبير, فالقصص تقدم المعلومة الجيدة للطفل بطريقة مسلية له ممايجعاه يتقبلها ويحبها ويتجه لتطبيقها,نحن نظن أن الأطفال لن يفهموا مانريده فنلجأ الى التكاسل والتناسي ولكن هذا غير صحيح لذلك لاتستهن ابداً بذكاءهم.
رابعاً عقد الصفقات:
لماذا لا نطبق معهم اسلوب الاتفاقيات و من يلتزم باتفاقه له مكافأة ، على سبيل المثال اتفق مع طفلك أنه إن حصل على درجة كاملة في الامتحان سيحصل على مايريد وإن لم يحصل عليها ستأخذ أنت منه ماتريد, مع الحرص على ماستعطيه كجائزة وماستحرمه منه في لحظة الحرمان أو العقاب.
خامساً ركن المذنب:
يمكنك تخصيص مكان في المنزل يجلس فيه المذنب ونطلق عليه مثلاً ركن المذنب وعلى من أخطأ الجلوس في هذا المكان دون كلام او مشاركة في عمل شيئ مع البقية لفترة محدودة وبالمقابل خصص مكان يجلس فيه من فعل شيئا مفيدا وليرتدي شيئا يميزه وليكن تاج التميز ويمكنه في هذا اليوم فعل مايريده وطلب مايريده في حدود المعقول.
سادساً مشاركتهم في تحديد المسؤوليات:
يمكنك ان تضع معهم قائمة بالاشياء التي يجب ان يلتزم الجميع بها وبالمقابل تضع قائمة بعقاب يختاره الاطفال لمن لايلتزم بتلك القواعد, فمشاركتهم في وضع هذه القوائم سينمي في داخلهم الشعور بالمسؤولية تجاه تصرفاتهم وهذا سينعكس حتى عليهم وعلى بناء شخصيتهم للمستقبل.
وفي النهاية: هناك الكثير من طرق التعامل مع الاطفال والتي يمكننا اللجوء اليها لدعم اطفالنا وتنمية قدراتهم وإعطاءهم الثقة الكافية لبناء شخصيتهم المستقلة دون المساس بأسس وقواعد التربية أو الابتعاد عن الاخلاق المنشودة لذلك علينا دائما ان تذكر ان الاطفال هم بناة المستقبل لهذا يجب علينا ان ننشئ جيلاً صحيح الجسد و صحيح النفس ، جيلا قادرا على بناء جيل آخر بنفس المعاير وبالتالي انشاء جيلاً قادرًا على بناء مجتمع صحيح متكامل. وعلينا ان لانستهين بنفسية الطفل لانه طفل لانه سيكبر يوما ما وسيصبح شابا واباً وسوف يتذكر ذلك ويتأثر به ويمارسه على أبناءه بالمقابل.
بقلم: روان أسعد الأحمر – فريق طموح – خدمات للسوريين