بعد القرارات الأمريكية الأخيرة – من سيسافر – وما أخبار برنامج إعادة التوطين – طموح

قبل البدء يرجى قراءة المقال كاملا نظريا لأهمية كل تفصيل ومعلومة في المقال:

إعادة التوطين هو أحد الحلول الدائمة التي توفرها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR – حيث أن الحلين الدائمين الأخرين هما 1- العودة الطوعية إلى البلد الأصلي الذي تحمل جنسيته 2- الاندماج المحلي في البلد الذي توجد فيه حاليا, ولما كان الحل الأول (العودة الطوعية) غير متاح حاليا للسوريين نتيجة وضع البلد حاليا, فإن التركيز الآن على الحلين الآخرين, وسنتحدث في مقالنا عن إعادة التوطين وخاصة ضمن الظروف الحالية.

بعد إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره الأخير القاضي بمنع مواطني سبع دول من ضمنهم سوريا من الدخول لأراضيها لمدة 120 يوما , و بعد الحكم القضائي القائل بإيقاف هذا القرار دخلت برامج إعادة التوطين في الدول التي تحتضن السوريين (مصر – تركيا – الأردن – لبنان – العراق) بحالة تخبط كبيرة وعدم استقرار مما انعكس بشكل سلبي على مجتمعات اللاجئين عموما وخاصة ممن هم قد دخلو مسبقا بإجراءات التوطين بمستويات مختلفة من هذه الإجراءات, مما قد سبب تأخيرات كبيرة بإجراءات التوطين لهم, وهنا نريد أن نوضح الوضع الحالي لبرامج إعادة التوطين وماهو مستقبل اللاجئين الذي هم ضمن اجراءاته, فما هي:

هناك مجموعة مراحل ولكل مرحلة وضعها:

1- من هم في مرحلة المفوضية ولم يتم تحديد بلد حتى الآن: تم تجميد اجراءاتهم مؤقتا لحين بيان الوضع القادم لبرنامج التوطين الأمريكي, ولكن عادت الأمور تقريبا لوضعها السابق  وذلك بعد تمكن المفوضية من تحديد البلدان التي سيتم تحويلهم إليها وليستطيعوا أيضا تحديد نسبة القبول ونسبة الرفض (التي يرجح أن ترتفع), وهذا سبب قليلا من الانتظار ولكن عادت الأمور تقريبا لوضعها السابق ولكن بأعداد أقل, و يتم حاليا متابعة اجراءات هذه الفئة إما باستمرار اجرائاتهم ضمن نفس البلد أو تحويلهم لدول جديدة مثل بريطانيا أو أستراليا.

2- من تم تحديد الولايات المتحدة الأمريكية بلدا لهم وأنهوا المقابلة الأولية في منظمة الهجرة الدولية IOM, ولم يتقابلوا مع موظفي هيئة الهجرة والجنسية الأمريكية (المحلفين): سيتم أيضا تجميد اجراءاتهم إلى حين حضور المحلفين, مع العلم أن المحلفين لن يحضروا في الوقت الحاضر وتأجل حضورهم لإشعار آخر لم يتم تحديده بعد, مما يعني أن مصيرهم معلق وغير واضح حاليا إلى حين الإعلان عن موعد جديد لقدوم المحلفين , وسنقوم بإبلاغكم بأي تطورات حول هذه القضية, وسنقوم بإطلاعكم حال تبين لدينا موعد حضور المحلفين, وهم الفئة التي ستنتظر أكثر من غيرها.

3- من أنهوا اجراءاتهم كاملة بما فيها لقاء المحلفين والفحص الطبي وبانتظار نتيجة الفحص الأمني: هم أوفر حظا من الفئة السابقة حيث أن حظوظهم أكبر ويمكن أن يتم الاتصال بأي لحظة لابلاغهم بموعد السفر (إلا اذا تم رفضهم بسبب الفحص الأمني), مع العلم أنه لايوجد وقت محدد للاتصال بهم.

4- من أنهوا كافة الإجراءات نحو أمريكا و تم حجز تذاكر طيران لهم قبل القرار ثم توقف سفرهم بسبب القرار: هؤلاء يتم الآن حجز مواعيد سفر جديدة لهم وسيتم غالبا اتمام إجراءات سفرهم قبل الاسبوع الأول من الشهر الثالث (آذار\مارس) القادم , وهم الفئة الأوفر حظا.

وهنا نذكر أن برامج إعادة التوطين كانت قد تجمدت بمعظمها بما فيها التوطين للدول الأخرى باستثناء من هم بآخر الإحراءات أو بمراحلها الأخيرة, أي أن برنامج التوطين بمجمله قد تأثر مؤقتا , ولكن كما ذكرنا أعلاه عادت الأمور لطبيعتها حاليا وبدأت الدول من جديد باستقبال السوريين ضمن برامج إعادة التوطين.

وهنا يجدر الذكر أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات المهتمة باللاجئين والهجرة بدأت تحاول البحث عن بدائل لمواجهة هذه التغييرات المفاجئة التي تسببت بعدم استقرار, ومن هذه الاجراءات التواصل مع كندا ودول الاتحاد الأوروبي لتوسيع عدد المقاعد لاستقبال أعداد أكبر من اللاجئين تعويضا عن البرنامج الأمريكي الذي خفض عدد مقاعده من 110 آلاف إلى 50 ألف بغض النظر عن قرار الرئيس الأمريكي, ولكن لايتوقع أن تستطيع هذه المحاولات تعويض هذا النقص على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت المستقبل الأكبر للاجئين والمهاجرين.

سيقوم فريق طموح بتزويدكم بشكل شبه اسبوعي بكل المستجدات حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى تهم اللاجئين عموما والسوريين حول العالم بشكل خاص, فانتظرونا وتابعونا.

علاء الكريدي

فريق طموح – خدمات للسوريين