السعودية تتجسس على الملايين من مواطنيها و الغارديان تكشف ذلك
كشف تقرير لصحيفة الغارديان عن قيام السلطات السعودية بالتجسس على مواطنيها المتنقلين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية و ذلك عبر ثغرة في منظومة الإتصالات كانت قد استغلتها الأخيرة في شبكة اتصالات الهاتف المحمول العالمية ليتسنى لها تعقب مواطنيها .
هذا و أكدت الصحيفة حصولها على العديد من المخالفات التي تظهر ملايين طلبات التتبع السرية من أحد مصادرها.
وقد قامت الحكومة السعودية بهذه الحملة التجسسية الممنهجة عن طريق نقاط الضعف في بروتوكول الاتصال العالمي المسمى “أس أس 7” (SS7) كما صرح المخبرون للصحيفة .
ما هو بروتوكول “أس أس 7” ؟
بروتوكول “أس أس 7” عبارة عن مجموعة من البروتوكولات الخاصة بالهواتف تم تطويرها عام 1975، وهي البروتوكولات المسؤولة عن توجيه كافة الخدمات الخاصة بالمكالمات الهاتفية وخدمات أخرى عديدة مثل الرسائل النصية (أس أم أس)، ويعتبر من أشهر البروتوكلات الخاصة بالإشارة والمستخدم بكثرة مع أنظمة الاتصالات الأرضية.
أين تكمن أهمية هذا البروتوكول ؟
تتجلى أهمية هذا البروتوكول بتأمينه لخدمة التجوال الدولي حيث تسمح هذه الخدمة للعملاء من مختلف شركات الاتصال بالتواصل مع بعضهم بعضا بسهولة حتى عندما يكونوا خارج بلدانهم.
و لكن ما هي نقطة الضعف في هذا البروتوكول ؟
بين الخبراء أن نقطة الضعف في هذا النظام تتجلى بشركات الاتصالات نفسها والحكومات المسيطرة عليها، حيث يسمح هذا البروتوكول لشركات الاتصالات بتتبع موقع الأجهزة إلى بضعة مئات من الأقدام حتى عندما يكونون في دولة أخرى أو شبكة أجنبية عن طريق تقديم طلب “توفير معلومات المشترك“.
هذا و قد اتهمت السعودية باستخدام برامج تجسس محمولة قوية لاختراق هواتف المنشقين والنشطاء و ذلك لمراقبة أنشطتهم، بما في ذلك أولئك المقربون من الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل على يد عملاء الحكومة السعودية في سفارة المملكة بإسطنبول. و كانت قد اتهمت المملكة أيضا بزرع جواسيس في تويتر لمراقبة منتقدي النظام.
وقد صرحت بيانات مصادر صحيفة الغارديان بالعدد المهول لطلبات التعقب من السعودية المطلوبة من شركة الهاتف المحمول الرئيسية في أميركا .
كما تم تأكيد إرسال طلبات تتبع من قبل أكبر ثلاث شركات تشغيل للهواتف المحمولة السعودية –الاتصالات السعودية وموبايلي وزين– لمشغل الهاتف المحمول الأميركي الذي بلغ في المتوسط 2.3 مليون طلب تتبع شهريا من 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 إلى 1 مارس/آذار 2020، و هذا ما سمح لشركة الاتصالات بمعرفة حركة المستخدم على الخريطة بدقة تصل لمئات الأمتار داخل المدينة و هذا ما أكده الخبراء حيث حصل تتبع الهواتف المحمولة السعودية أثناء تنقلها عبر الولايات المتحدة بمعدل مرتين إلى 13 مرة في الساعة.
آراء الخبراء :
قال جون سكوت رايلتون، باحث كبير في مختبر سيتيزن في مدرسة مونك في جامعة تورنتو، إن البيانات التي شاهدتها غارديان تظهر على ما يبدو أن شركات الاتصالات الأجنبية “تسيئ بشكل صارخ استخدام” الشبكة الخلوية الأميركية لتعقب الأشخاص الذين يتنقلون في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف “في هذه اللحظة من الأزمة، ينبغي لشركات الهاتف والهيئات التنظيمية ووزارة العدل أن تتقدم لمنع القوى الأجنبية من تعقبنا عبر هواتفنا“.
وقال رون وايدن، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي عن ولاية أوريغون في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، في رسالة إلى هيئة تنظيم الاتصالات الأميركية إن “المهاجمين الخبيثين” يستغلون نقاط ضعف بروتوكول “أس أس 7”.
وزعم أن لجنة الاتصالات الفدرالية فشلت في التصرف بناء على هذه التحذيرات، وألقى باللوم على رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية أجيت باي لعدم تنظيم شركات الاتصالات الأميركية.
وقال وايدن في بيان لغارديان “بسبب تقاعس باي، إذا كان هذا التقرير صحيحًا، فقد تصل حكومة استبدادية إلى الشبكات اللاسلكية الأميركية لتعقب الأشخاص داخل بلادنا“.
وقال أندرو ميللر أحد الخبراء والعضو السابق في مجلس الأمن القومي في حكومة باراك أوباما إن المراقبة جزء من طريقة عمل المملكة، وأضاف “أعتقد أنهم يراقبون ليس فقط أولئك الذين يعرفون أنهم منشقون، ولكن أولئك الذين يخشون أنهم قد ينحرفون عن القيادة السعودية“.
قد يهمك أيضا :
حرب أسعار النفط يدفع الرئيسين الأمريكي و الروسي لعقد اتفاق
رئيس المكسيك يغرد خارج السرب و يدعو شعبه لعدم الإلتزام بالمنازل !
الكشف عن السرطان بفحص دم بسيط !..
وكي تبقوا على اطلاع بكافة الأخبار لكافة المجالات في جميع انحاء العالم يمكنكم زيارة صفحة
الفيسبوك من هنا
وقناتنا على التليجرام من هنا
——————————————————————————————————
المصدر : قناة الجزيرة
إعداد : مرح عارف حسن – فريق طموح