بعد الازمة الاقتصادية العالمية واثارها الكارثية على الدول النامية ونتيجة للازمات الداخلية في هذه الدول شهد اقتصاد هذ الدول تراجعا كبيرا وأزمات متتالية مما دفع الحكومات لاتخاذ اجراءات عديدة لمواجهة هذه الازمات, لن نخوض كثيرا في هذه التفاصيل وإنما يهمنا الحديث عما تم تداوله مؤخرا عن تعويم العملة.
ماذا يعني تعويم العملة ؟؟
تعويم العملة هو جعل سعر صرف هذه العملة محررا بشكل كامل بحيث لا تتدخل الحكومة أو المصرف المركزي بشكل مباشر وإنما يتم ترك العملة للسوق أي لألية العرض والطلب وهذه الألية تسمح بتحديد سعر العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية.
والتغيرالذي يشهده العرض والطلب يؤدي الى تغير أسعار صرف العملة العائمة باستمرار ومن الممكن أن تتغير في اليوم أكثر من مرة رتفاعا وهبوطا
وهناك نوعان للتعويم:
النوع الاول: هو التعويم الحر، ويعني أن يترك البنك المركزي سعر صرف العملة يتغير ويتحدد بحرية مع الزمن، بحسب قوى السوق والعرض والطلب، مع اقتصار تدخل البنك المركزي في هذه الحالة على التأثير في سرعة تغير سعر الصرف، وليس الحد من ذلك التغير.
والنوع الثاني: هو التعويم المدار وفي هذا النوع من التعويم يتم ترك سعر الصرف يتحدد وفقاً للعرض والطلب مع تدخل البنك المركزي كلما دعت الحاجة إلى تعديل هذا السعر مقابل بقية العملات، وذلك استجابة لمجموعة من المؤشرات مثل مقدار الفجوة بين العرض والطلب في سوق الصرف.
والسؤال الاهم هنا ماهي الية البنك المركزي للحفاظ على سعر صرف العملة ولماذا تلجأ الحكومات لقرار تعويم العملة ؟؟
يقوم البنك المركزي بالمحافظة على مركز العملة المحلية والحفاظ على قيمتها من خلال التدخل في السوق بعملية الضخ والسحب أي عندما يزداد الطلب على العملات الاجنبية وانخفاض الطلب على العملة المحلية يقوم البنك المركزي بضخ جزء من الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية في السوق وذلك ليعيد حالة التوازن بين العرض والطلب ويقوم البنك المركزي بتكرار هذه العملية لحين حدوث عجز كبير في احتياطيات البنك المركزي من العملة الاجنبية فيقوم بتعويم العملة المحلية لعدم قدرته على الاستمرار في التدخل والحفاظ على سعر صرف ثابت.
أما بخصوص اثار قرار تعويم العملة المحلية على الاقتصاد والمجتمع فهي آثار سلبية في الدول التي تعاني مشاكل كبيرة في بنيتها الاقتصادية وليس لديها القدرة على زيادة صادراتها بشكل ملحوظ وللأسف سيطال الفقراء وذوي الدخل المحدود النصيب الاكبر منها.
وتكون أحيانا ذات طالع إيجابي وذلك يختلف حسب الخصوصية للوضع الاقتصادي لكل بلد.
تحرير وإعداد:
لؤي محمد أبو جيش