لكل منا أحلام كبيرة و لكن بعد تحقيق هذه الأحلام كثيراً ما نتفاجأ بواقع لا يمسّ لها بصلة. و هذا ما يحدث مع الأزواج خاصةّ عندما يكونان بعيدان عن الوطن ويعانيان من تجربة الغربة القاسية. في الأثناء التي يكون كلاهما بحاجة إلى حنان يعوض عن قسوة الغربة تظهر الخلافات بكثرة. ما الذي يحصل فعلياً بينهما؟
كل ما يحدث هو أن الزوجان يفقدان وسائل التواصل الصحيحة فيما بينهما.خاصةً أثناء الخلافات. ومانطرحه اليوم ثلاثة أسرار قد تجعل من الخلافات فرصة جديدة لتقوية العلاقة بينهما بدل أن تكسرها, هذه الأسرار قد تكون بسيطة, و سهلة ولكن غالبا من السهل الممتنع, فنتمنى عليكم قرائتها بروية وتأني و اهتمام:
السر الأول: ضع نفسك مكان الشريك. أي أن تكون مرآة شريكك. ولكن هذا ليس بالأفكار فقط وإنما بالكلام. مايعنيه هذا الكلام أن نذكر أسباب تصرف الشريك بفعل معين وطرحه عليه كسؤال. بهذه الحالة أنت لا تطلق أحكام مسبقة على تصرف شريكك وإنما تسأله عن الأسباب التي أحياناً كثيرة تكون على معرفة فيهاوأيضاً بهذه الطريقة سيسمع عقلك الباطن بالمبررات التي قد تؤثر على تفكيرك بالتصرف بحد ذاته. وإن لم يكن ما طرحته صحيحاً جرب أن تعطي للشريك فرصة يعبر فيها عن نفسه.
السر الثاني:بعد سؤال الشريك عن مبررات التصرف وسماع الجواب منه, علينا أن نعبر عن أنفسنا ونطلق التبريرات على حد سواء.
أما السر الثالث: قد نبقى على خلاف وهنا يكمن هذا السر وبرأيي هذا هو أهم الأسرار. مهم جداً أن ننتقد التصرف ونتكلم عن التصرف بحد ذاته وليس عن الشخص صاحب التصرف. ردة الفعل الطبيعية لأي شخص يتم إطلاق أحكام على شخصيته وانتقادها بشكل مباشر هي أن يدافع عن نفسه بعنف. وهنا الحد الذي يكسر العلاقة فالشريكان سيدافعان عن التعدي الشخصي عليهما بعنف.
كل ماسبق لا يعني أبداً تجنب الخلافات بين الزوجين. على العكس تماماً هذه الخلافات قد تكون سبباً بالتقرب من بعض أكثر ولكن المقصود هو أن يستطيع الزوجان تخطي الخلاف بسلام دون كسر العلاقة التي بينهما خاصة في ظروف الغربة الصعبة.
لجين الكريدي
فريق طموح – خدمات للسوريين