تترك بيتك, أغراضك, أثاث منزل و متعلقات اعتدت أن تعيشها وتتعايش معها يوميا, تغادر المنزل الذي ربما قضيت سنوات طوال و صعاب كي تجمع من المال مايمكنك من بنائه أو شرائه, المنزل الذي يعتبر أحد أهم وأسمى طموحات الشاب السوري المقبل على الحياة, ثم بغفلة من عين و بظروف لاتدري كيف حلت بك وبأسرتك وبأهلك وأقاربك و حيك ومدينتك ووطنك , تجد نفسك غريبا في أحد الدول التي لم تخطط يوما لزيارتها أو المكوث فيها, وتبحث حولك بنظرة سريعة فلا ترى ذلك المنزل الذي شقيت لتمتلكه وتجد نفسك تبحث من جديد عن مأوى, فتبدأ المأساة من جديد.
مالذي حصل:
بدأت الأحداث في سوريا واشتدت معها المصاعب, فغادر الآلاف من السوريين منازلهم وبلدهم ووصلو لأصقاع الأرض- مصر, الأردن, لبنان, العراق, تركيا ثم ألمانيا, السويد, الدانمارك النرويج أمريكا ….. وواجه معظمهم بداية واحدة متشابهة وهي أنه عليك البدء من الصفر, فتبدأ بديهيا بالمهمة الأولى وهي أنك تريد أن تسكن أنت وأسرتك في ذلك البلد الغريب الذي لاتعرف عنه شيئا, فتيبدأ الفصل القبيح من المشكلة فماهي؟
الاستغلال بدأ:
مع الحاجة الملحة لإيجاد شقة للسكن ونتيجة جهل الغريب بظروف بلد لأيألفها بدء الكثيرون من ضعاف النفوس باستغلال الموقف, وبدأت المتاجرة بمأساة وحاجة هؤلاء السوريون الباحثون عن سكن, فبدأ الخداع بالأسعار, والخداع بوصف الشقق وكتابة العقود, وغيرها من أشكال الاستغلال (وهنا لانشمل الجميع فهناك الكثير من المحترمين وأصحاب الضمير).
هل توقفت المشكلة بعد سنوات الغربة:
لم تختلف الظروف كثيرا بعد أن قضى السوريون سنوات عديدة في الدول التي نزحوا إليها, واستمر موضوع الاستغلال وازداد في بعض الأحيان , وبما أن العودة لسوريا لم تعد واضحة المعالم فإن حاجة السوريون للسكن ظلت موجودة في ظل عدم قدرتهم على امتلاك شققهم الخاصة واستمرار حاجتهم للاستئجار وبالتالي التناقل الدائم من شقة لأخرى.
ملامح الحل:
في خضم هذه الظروف المتعلقة بموضوع الشقق, ظهرت فكرة من أحد الفرق التطوعية وهو فريق طموح – خدمات للسوريين تمحورت حول ايجاد طريقة تربط السوري اللاجئ الباحث عن شقة بصاحب الشقة مباشرة دون تدخل السمسار الذي يكون عادة هو سبب الاستغلال (ونؤكد دائما على أنه هناك استثناءات), فكانت البداية بانشاء مجموعة على وسائط التواصل الاجتماعي تضم السوريين في مصر و تضم أصحاب الشقق المصريين مع تجنب وجود سماسرة (قدر المستطاع), يستطيع السوري طلب شقة من خلال هذه المجموعة بمواصفات معينة وسعر معين فيرى أصحاب الشقق المنشور ويلبى طلبه, كما تتيح المجموعة أيضا الفرصة أمام أصحاب الشقق المصريين لعرض شققهم مجانا دون تدخل السماسرة بوضع تفاصيل الشقة من مكان ومساحة و سعر مرفقة بصور للشقة. وبالفعل لاقت الفكرة نجاحا وحققت الفائدة لعدد ضخم من العائلات السورية الباحثة عن شقق للسكن.
الامتداد: (حملة شقق بلا سماسرة)
وبعد نجاح الفكرة في مصر قرر الفريق توسيع الفكر لتشمل تركيا والأردن ولبنان و صلت إلى أوروبا أيضا في ألمانيا حصرا,فأطلق حملته المتعلقة بهذا الموضوع تحت اسم (شقق بلا سماسرة) حيث طبقت نفس الآلية تمام و يتم العمل حاليا من كادر الفريق على تحقيق النجاح نفسه الذي تم الوصول إليه في مصر, لتكون هذه الفكرة الانطلاقة الأولى لحل واحدة من أهم المشاكل التي تعترض حياة اللاجئين السوريين في دول اللجوء.
ماذا بعد:
يسعى الفريق حاليا (فريق طموح) لنقل الفكرة إلى مستوى أعلى من وسائل التواصل الاجتماعي, جعلها تطبيق Application يمكن تحميله من google store إلى كل هاتف ذكي مجانا, بحيث يصبح الموضوع أكثر احترافية وذو فعالية أعلى , ولكن لاتزال هذه الفكرة بعيدة قليلا عن التنفيذ بسبب عدم امتلاك الفريق للموارد المالية الكافية لتصميم وامتلاك هكذا تطبيق, حسب تصريح مدير الفريق السيد “علاء الكريدي” , ولكنهم يسعون جاهدين لتحقيق ذلك.
للتعرف على مجموعات الفريق التي أطقها لتحقيق الحملة يمكنكم مشاهدة المقال الخاص بشرح ألية عمل الحملة والمجموعات الملحقة بها كاملة وفي جميع الدول من هنا
يحقق فريق طموح الذي يعمل ويركز بشكل أساسي على مايمتلكه من طاقات بشرية, نجاحات متعددة على صعيد دعم اللاجئين السوريين في دول متعددة, وذلك من خلال أفكار جديدة ومختلفة وبنفس الوقت ذات أثر كبير على حياة السوري اللاجئ, ويعتبر أحد الأمثلة الناجحة للشباب السوري الذي بدأ بخلق فرصه بيده والاعتماد على طاقاته.
فريق طموح – خدمات للسوريين
قسم الخدمات والإعلام